القائمة الرئيسية

الصفحات


مقدمة


الحمد لله الذي امتن على عباده بالأسماع والأبصار، وكرمهم ورفع المقدار، وجعل الليل والنهار، يسبح له ما في السماوات والارض وهو العزيز القهار، الحمدلله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، ولم يكن له كفوا أحدا، «الذي له ملك السماوات والارض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا» [الفرقان]

يا واحدا في ملكه أنت الأحد **** ولقد علمت بأنك الملك الصمد
لا أنت مولود ولست بوالد كلا**** ولم يكن لك في الورى كفوا أحد


أما بعد فإن الله لطيف بعباده رحيم بهم يحثهم على الخير ويرغبهم فيه، ويمهد لهم السبل للوصول إليه، ومن ذلك جعل شهر رمضان الفريضة فيه تعدل ثواب سبعين فريضة في غيره، والنافلة فيه تعدل ثواب فريضة في غيره، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، قال تعالى ((إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منزلين)) [الدخان]، فوصفها بأنها مباركة فهي خير من ألف شهر، فقال ((ليلة القدر خير من ألف شهر ...)) [القدر]، وقال تعالى (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس ...))[البقرة]، وليلة القدر ليلة من ليالي شهر رمضان.

 وقد روي عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ سَمِعَ مَنْ يَثِقُ بِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيَ أَعْمَارَ النَّاسِ قَبْلَهُ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ فَكَأَنَّهُ تَقَاصَرَ أَعْمَارَ أُمَّتِهِ أَنْ لاَ يَبْلُغُوا مِنَ الْعَمَلِ مِثْلَ الَّذِي بَلَغَ غَيْرُهُمْ فِي طُولِ الْعُمْرِ فَأَعْطَاهُ اللَّهُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ. 


ماذا يعمل المسلم في ليلة القدر؟


يُستحب للمسلم في ليلة القدر أن يعمل ما يلي :

● قيام ليلة القدر، لقول النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)). متفق عليه

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ يَقُمْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فَيُوَافِقُهَا إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ)). 

وعن أَبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)). متفقٌ عَلَيْهِ. 

قال النووي : في هذا الحديث: أن من قام ليلة القدر مؤمنًا بها ومحتسبًا العمل فيها، أنه يرجى له مغفرة ذنوبه. 

● الإكثار من الاستغفار والدعاء، ويجوز للمسلم أن يدعو بما شاء من الدعاء لنفسه، ولمن نزل به بلاء من المسلمين، ولعامة المسلمين والمسلمات، ويستحب أن يدعو بما ورد عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قُلْتُ: يَا رسول الله، أَرَأَيْتَ إنْ عَلِمْتُ أيُّ لَيلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ مَا أقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: ((قُولِي: اللَّهُمَّ إنَّكَ عَفُوٌ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنّي)). رواه الترمذي

قال النووي : فيه: إيماء إلى أن أهم المطالب، انفكاك الإنسان من تبعات الذنوب، وطهارته من دنس العيوب. 
قال العلماء: الحكمة في إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد، وفي التماسها بخلاف ما لو عينت لها ليلة لاقتصر عليها، كما تقدم نحوه في ساعة الجمعة.

● الإكثار من قراءة القرآن وتدبره، وذكر الله تعالى، وغير ذلك من الطاعات.

وقد كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ. 

قال النووي : في هذا الحديث: استحباب إحياء ليالي العشر بالصلاة والذكر والفكر وأنواع العبادات. 
وفيه: استحباب إيقاظ الأهل، وبذل الجهد في الطاعة، واعتزال النساء في ليالي العشر ليتقوَّى على العبادة. 


العلامات التي تحدث في ليلة القدر


 هناك علامات في أثنائها، وعلامة بعد انقضائها، فالأولى بمثابة المرغب المنشط على إحيائها، والأخرى بمثابة المبشر لمن عمل الصالحات فيها، والمحسَّر لمن ضيع وفرط.

  العلامات التي في أثنائها 


منها ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "إن أمارة ليلة القدر أنها صافية بلجة كأن فيها قمراً ساطعاً ، ساكنة ساجية، لا برد فيها ولا حر، ولا يحل لكوكب أن يرمى به فيها حتى تصبح" رواه أحمد.

ومنها ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أيكم يذكر حين طلع القمر وهو مثل شق جفنة" 

 العلامة التي تأتي بعد انقضائها 


هي: أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها، فعن أُبَيّ بن كعب قال : هِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي أَمَرَنَا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقِيَامِهَا هِيَ لَيْلَةُ صَبِيحَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لاَ شُعَاعَ لَهَا. 

وهذا لا يعني أن من لم يرى هذه العلامات لا يُرجى له ثوابها، لكن من رأى هذه العلامات فهي كرامة من الله له.  

والله أعلم

في النهاية لا تنسى مشاركة الموضوع على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة للجميع.



هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع