القائمة الرئيسية

الصفحات




الركوع


الركوع : حني الظهر حتى تمس اليدين الركبتين، وكماله حتى يستوي الرأس بالظهر.


قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "ثم اركع حتى تطمئن راكعا ..."


 عنْ أَبي حُمَيْدٍ السَّاعِديِّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: "رَأيْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا كَبَّرَ جَعَلَ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنكِبيَه، وَإذَا رَكعَ أمْكَنَ يَدَيْهِ مِنْ رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ هَصَرَ ظَهْرَهُ.."


أمكن يديه: يقال: مكنه من الشيء، وأمكنه منه: أقدره عليه، وأمكن يديه من ركبتيه؛ أي: مكن اليد من الركبة في القبض عليها.


 هصر ظهره : أصل الهصر: أن يأخذ برأس العود، فيثنيه إليه ويعطفه.


 قال الخطابي: ثنى ظهره في استواء من غير تقويس، وفي رواية البخاري على الراجح: "حنى ظهره"، والمعنى واحد.


 رُكبتيه: تثنية "ركبة"، جمعه "رُكَب"، مثل: غرفة وغرف، والركبة: موصل ما بين أسفل أطراف الفخذ وأعالي الساق.


 قال شيخ الإِسلام: الركوع في لغة العرب لا يكون إلاَّ إذا سكن حين انحنائه، وأما مجرد الخفض فلا يسمى ركوعًا.


ملاحظة : تمكين يديه من ركبتيه أثناء الركوع، وتفريج أصابعه، وأحاديث وضع اليدين على الركبتين في الركوع بلغت حد التواتر.


 استحباب هصر المصلي ظهره أثناء الركوع؛ ليستوي مع رأسه، فيكون الرأس بإزاء الظهر، فلا يرفعه ولا يخفضه.


الرفع من الركوع


ثم يرفع رأسه، ويديه حتى يحاذي بهما منكبيه، ويقول الإِمام والمنفرد: "سمع الله لمن حمده"، ويقول المأموم: "ربنا ولك الحمد"، ويبقى مستويًا مطمئنًا، راجعًا كل فقار من فقرات الظهر إلى مكانه.


ففي حديث أبي حميد الساعدي " فَإذَا رَفَعَ رَأْسَهُ اسْتَوَى حَتَّى يَعُودَ كلُّ فَقَارٍ مَكَانَه " 


فقار : جمع "فقيرة"، وهي عظام فقرات الظهر المستقيمة من عظام الصلب، من لدن الكاهل إلى العجب، قال ثعلب : فقار الإنسان سبع عشرة.



صفة الاعتدال بعد الركوع 



في حديث، لفظ: "حتى تطمئن قائمًا"، وجاء فيه: "فأقم صلبك حتى ترجع العظام"؛ والعلماء أمام هذا التغاير بين ألفاظ الحديث، يذهبون مذهب التعارض، ولكن هذا المخرج قد لا يمكن في بعض الأحاديث، والأفضل حينئذ هو الجمع بين النصين، ما أمكن الجمع، فإن لم يمكن فإننا ندع الشاذ، ونأخذ بالمحفوظ والراجح.


 فقوله: "حتى تطمئن قائمًا"، أبلغ من "حتى ترجع العظام"؛ لأنَّ الطمأنينة رجوع العظام وزيادة.


 السجود


ثم يسجد ويضع كفيه على الأرض، غير مفترش لذراعيه، موجهًا أصابع يديه إلى القبلة، غير قابض لهما.


ففي الحديث " فَإذَا سَجَدَ وَضَعَ يَدَيْهِ غَيْرَ مُفْتَرِشٍ وَلاَ قَابِضِهِمَا، وَاسْتَقْبلَ بِأَطْرَافِ أصَابعِ رِجْلَيْهِ القِبْلَةِ " 

افتراش الذراعين: هو إلقاؤهما على الأرض. 


الجلوس بين السجدتين


قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "...ثم ارفع حتى تطمئن جالسا..."


بأن يفرش رجله اليمنى ويجلس عليها، وينصب اليمنى مُستقبلاً بأصابعهما القبلة. 


ويستحب قول هذا الدعاء "اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وارزقني"



الجلوس للتشهد، والصلاة على النبي فيه


إذا جلس في التشهد الأول فرش رجله اليسرى، وجلس عليها، ونصب اليمنى مستقبلاً بأصابعها القبلة، ويقول "التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله"


فعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: التفت إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال «إذا صلى أحدكم فليقل: التحيات لله، والصلوات، والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله"


وإذا جلس في التَّشهد الأخير -للصلاة التي فيها تشهدان- جلس متورِّكًا، بأن يقدم رجله اليسرى ويخرجها من تحته، وينصب اليمنى، ويضع إليتيه على الأرض.


فيقرأ "التحيات لله" ويصلي على النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وقد ورد في صيغة الصلاة عليه أحاديث كثيرة وصيغ متعددة منها "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد"


قال شيخ الإسلام ابن تيمية "لا يتعين للقعود هيئة للإجزاء بل كيف قعد أجزأه لكن السنة في قعود آخر الصلاة التورك وفي أثنائها الافتراش والافتراش أن يضع رجله اليسرى بحيث يلي ظهرها الارض ويجلس عليها وينصب اليمنى ويضع أطراف أصابعها على الأرض متوجهة إلى القبلة، والتورك أن يخرج رجليه وهما على هيئة الافتراش من جهة يمينه ويمكن وركه من الأرض" 



الطمأنينة 



 الطمأنينة : هي ركن من أركان الصلاة، في الركوع، والاعتدال منه، والسجود، والجلوس بين السجدتين، والدليل قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "حتى تطمئن راكعا"، "حتى تطمئن قائما"، "حتى تطمئن ساجدا"، "حتى تطمئن جالسا"


 قدر الطمأنينة


وفي قدرها وجهان :


  1.  أحدهما: أنها السكون وإن قلّ.
  2.  الثاني: أنَّها بقدر الذكر الواجب، قال المجد وغيره: وهذا هو الأقوى.


 قال في "الإنصاف": وفائدة الوجهين إذا نسي التسبيح في ركوعه أو سجوده، أو التحميد في اعتداله، أو سؤال المغفرة في جلوسه، فصلاته صحيحة على الوجه الأول، ولا تصح على الثاني.

 والوجه الثاني هو القول الصحيح في قدر الطمأنينة.



التسليمتين


تكون واحدة عن اليمين ثم واحدة عن اليسار يقول في كل منهما "السلام عليكم ورحمة الله"

التسليمة الأولى واجبة والأخرى سنة على الصحيح من أقوال العلماء.


عن ابن مسعود ‏: ‏ ‏(‏أن النبي صلى الله عليه واله وسلم كان يسلم عن يمينه وعن يساره السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله حتى يرى بياض خده‏)‏‏. 

‏ رواه الخمسة وصححه الترمذي‏. ‏


 وعن عامر بن سعد عن أبيه قال‏: ‏ ‏(‏كنت أرى النبي صلى الله عليه واله وسلم يسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خده‏)‏‏. ‏ رواه احمد ومسلم، وغيرهما. 


الترتيب بين الأركان


يجب الترتيب بين أركان الصلاة، بحيث ينوي أولا، ثم يكبر في الركعة الأولى فقط، ثم يقرأ الفاتحة، ثم يركع، ثم يرفع، ثم يسجد، ثم يجلس بين السجدتين، ثم يسجد للثانية، ثم يجلس للتشهد والصلاة على النبي، ثم يسلم، فإن أسقط من هذه الأركان شيء بطلت صلاته سواء أسقطه سهوا أم عمدا.


قال شيخ الإِسلام : قوله: "فإنَّك لم تصل" نفى أن يكون عملُه صلاةً، والعمل لا يكون منفيًا إلاَّ إذا انتفى شيء من واجباته، فلا يصح نفيه لانتفاء شيء من المستحبات.


 وقال الصنعاني: لا يتم حمل النفي على نفي الكمال، فإنَّ كلمات النفي موضوعة لنفي الحقيقة.


ملاحظة 


 قال الفقهاء: المرأة تفعل مثل ما يفعل الرجل في جميع ما تقدم، حتى رفع اليدين، لكن تضم نفسها في ركوع وسجود وغيرهما، فلا تتجافى، وتسدل رجليها في جانب يمينها في جلوسها، والتربع والسدل أفضل؛ لأنَّه أستر لها.


والله أعلم


"إن أصبت فبفضل الله وإن اخطأت فمني ومن الشيطان"

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع