القائمة الرئيسية

الصفحات



 زيادة الإيمان ونقصانه


الإيمان :لُغَةً :التّصـدِيق، وشَرْعَاً :تصديق النبي (صَلَّى اللَّهُ عَلِيهِ وَسَلَّمَ) بِكُلِّ ما جاء به عن ربٍِهِ.


الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، فالمُراد بالقول : النُطْق بالشهادتين، والعمل : ما هو أعَمُّ من عمل القلب والجوارِح، فالسلف قالوا :الايمان اعتقادٌ بالقلب، ونطقٌ باللسان، وعملٌ بالأركان؛ والعمل شرط في كمال الإيمان.


الأدلة من القرآن والسنة على زيادة الإيمان ونقصانه

الأدلة من القرآن


1- قال تعالى (( ويزيد الله الذين اهتدوا هدى)) [مريم]

والمراد بالزيادة : العبادة من المؤمنين.


2- قوله تعالى (( والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم)) [محمد]


3- قوله ((ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم)) [الفتح] 


4- وقال (( إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى)) [الكهف] 


5- وقوله {وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا} [المدثر]


6- وَقَوْلُهُ: {أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا}[التوبة]


7- وَقَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: { فَزَادَهُمْ إِيمَانًا} [آل عمران ]


8- وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا}[الأحزاب]


الأدلة من السنة


1- قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : { أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا }.

قال الحليمي رحمه الله تعالى: فدل هذا القول على أن حسن الخلق إيمان، وأن عدمه نقصان إيمان، وأن المؤمنين متفاوتون في إيمانهم فبعضهم أكمل إيمانا من بعض.


2- قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : { من رأى أمرا منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطيع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان }، فدل ذلك على أن الإيمان متفاوت الدرجات.


من أسباب زيادة الإيمان


1- معرفة أسماء الله وصفاته , فإن الإنسان كلما ازداد معرفة بالله وبأسمائه وصفاته ازداد إيماناً بلا شك.


قال الشيخ ابن عثيمين- رحمه الله -: "فإن الإنسان كلما ازداد معرفة بالله وبأسمائه وصفاته، ازداد إيمانًا بلا شك، ولهذا نجد أهل العلم الذين يعلمون من أسماء الله وصفاته ما لا يعلمه غيرهم، تجدهم أقوى إيمانًا من الآخرين"


2- التفكر في آيات الله الكونية، والشرعية , فإن الإنسان كلما نظر في الآيات الكونية التي هي المخلوقات ازداد إيماناً قال تعالى : ( وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون )[ الذاريات]

وقال تعالى (( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار))  [ال عمران] 


3- عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)). أي لا يؤمن إيمانا كاملا.


4- حب الله ورسوله، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ)). 


5- قراءة القرآن وتدبر معانيه، قال تعالى (( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)) [محمد]، وقال (( وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون )) [التوبة]


6- حسن الخلق، قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : { أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا }.


7- كثرة الطاعات فإن الإنسان كلما كثرت طاعاته ازداد بذلك إيماناً سواء كانت هذه الطاعات قولية أم فعلية، كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصدقة، والصوم، وغيرها من الطاعات.


أسباب نقصان الإيمان 


1- فعل المعاصي والسيئات، فالذنوب تنقص الإيمان، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ)).


 قَالَ ابْنُ الْمُنِيرِ : هُوَ كِنَايَةٌ عَنْ عَدَمِ الْقَبُولِ، فَالْمُرَادُ رَدُّ الصَّوْمِ الْمُتَلَبِّسِ بِالزُّورِ وَقَبُولُ السَّالِمِ مِنْهُ.

يُستَدلُّ به على أن المعاصي تنقص الإيمان قياسا على أنها تنقص ثواب الصيام. 


وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ) . الحديث.


2- ترك الطاعات، فإن ترك الطاعة سبب لنقص الإيمان , لكن إن كانت الطاعة واجبة وتركها بلا عذر فهو نقص يلام عليه ويعاقب , وإن كانت الطاعة غير واجبة , أو واجبة لكن تركها بعذر فإنه نقص لا يلام عليه , ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم النساء ناقصات عقل ودين وعلل نقصان دينها بأنها إذا حاضت لم تصل ولم تصم , مع أنها لا تلام على ترك الصلاة والصيام في حال الحيض بل هي مأمورة بذلك لكن لما فاتها الفعل الذي يقوم به الرجل صارت ناقصة عنه من هذا الوجه .


3- الجهل بأسماء الله وصفاته يوجب نقص الإيمان لأن الإنسان إذا نقصت معرفته بأسماء الله وصفاته نقص إيمانه، على عكس الأول. 


4- الإعراض عن التفكير في آيات الله الكونية والشرعية , فإن هذا يسبب نقص الإيمان , أو على الأقل ركوده وعدم نموه، على عكس السابق.


والله أعلم


الدال على الخير كفاعله

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع