القائمة الرئيسية

الصفحات


 الحديث

عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ- عَلَيْهِ السَّلاَمُ- يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ- عَلَيْهِ السَّلاَمُ- كَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ.

الشرح 

أجْوَدَ الناس : اكثر الناس جُوداً، والجُود هو الكرم، والجود في الشرع إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي وهو أعمّ من الصدقة.

وكان اجود ما يكون في رمضان : وكان اكثر جوده في رمضان _وهو تخصيص_.

يَعْرِضُ عليه النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- القُرآن : قِيلَ الْحِكْمَةُ فِيهِ أَنَّ مُدَارَسَةَ الْقُرْآنِ تُجَدِّدُ لَهُ الْعَهْدَ بِمَزِيدِ غِنَى النَّفْسِ ، وَالْغِنَى سَبَبُ الْجُودِ .

الــمُرْسَلَة : اي المُطْلَقَة، اي انه في الاسراع بالجود اسرع من الرِّيح، وعبّر بالمرسلة لدوام هَبُوبها بالرّحمةِ، والى عموم النفع بجوده كما تعمُّ الريح المرسلة جميع ما تَهُبُّ عليه.

قال ابن المنير 

وَجْهُ التَّشْبِيه بين أجْوَدِيَّةِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وبين أجَوَدِيَّة الرِّيْح المُرْسَلَة أنَّ المُراد بالرِّيح رِيحُ الرَّحْمَة التي يُرْسِلُها الله لانزال الغيث العام الذي يكون سبباً لاصابة الأرض المَيْتَة وغير الميتة، أي فيعُم خيره وبره مَن هو بصفة الفَقر والحَاجَة مَن هو بصفة الغِنى والكِفَايَة أكثْر مما يَعُم الغيث الناشِئة عَن الرِّيحِ المُرْسَلَة.


فوائد الحديث


  •  الْحَثُّ عَلَى الْجُودِ فِي كُلِّ وَقْتٍ .
  • وَمِنْهَا الزِّيَادَةُ فِي رَمَضَانَ وَعِنْدَ الِاجْتِمَاعِ بِأَهْلِ الصَّلَاحِ .
  • وَفِيهِ زِيَارَةُ الصُّلَحَاءِ وَأَهْلِ الْخَيْرِ، وَتَكْرَارُ ذَلِكَ إِذَا كَانَ الْمَزُورُ لَا يَكْرَهُهُ .
  • وَاسْتِحْبَابُ الْإِكْثَارِ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي رَمَضَانَ، وَكَوْنُهَا أَفْضَلَ مِنْ سَائِرِ الْأَذْكَارِ ، إِذْ لَوْ كَانَ الذِّكْرُ أَفْضَلَ أَوْ مُسَاوِيًا لَفَعَلَاهُ .

 فَإِنْ قِيلَ : الْمَقْصُودُ تَجْوِيدُ الْحِفْظِ، قُلْنَا الْحِفْظُ كَانَ حَاصِلًا، وَالزِّيَادَةُ فِيهِ تَحْصُلُ بِبَعْضِ الْمَجَالِسِ، وَأَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ رَمَضَانُ مِنْ غَيْرِ إِضَافَةٍ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا يَظْهَرُ بِالتَّأَمُّلِ .

 وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ ابْتِدَاءَ نُزُولِ الْقُرْآنِ كَانَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ؛ لِأَنَّ نُزُولَهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا جُمْلَةً وَاحِدَةً كَانَ فِي رَمَضَانَ كَمَا ثَبَتَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فَكَانَ جِبْرِيلُ يَتَعَاهَدُهُ فِي كُلِّ سَنَةٍ فَيُعَارِضُهُ بِمَا نَزَلَ عَلَيْهِ مِنْ رَمَضَانَ إِلَى رَمَضَانَ ، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ عَارَضَهُ بِهِ مَرَّتَيْنِ كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا .

ـــــــــــــــــــــــــــــ
قناتنا على التيليجرام من هنا.
قناتنا على اليوتيوب  من هنا.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع